والدة الأربعيني المتوفي " بالشاورما " تناشد جلالة الملك " نريد حقوق أبنائنا ممن اخطأوا " ... 

تقرير : منى نعلاوي

تصوير : محمد الشريف

فيديو : علاء الدين البطاط

مونتاج : محمود تيم

أثارتنا وأثرناها ، إنها قضية التسمم الجماعي في عين الباشا ، فمهما مر زمن عليها يبقى وقعها راسخا في أذهاننا وخاصة هؤلاء الذين طال أولادهم سمها ، إنهم عائلتي الضحيتين ، وفي متابعة ل " الرأي نيوز " لهذه القضية وبعد أن زارت ذوي الطفل يامن محمد نجيب الضحية الأولى توجهت تاليا  لعائلة الأربعيني رائد زهدي القزعة وهو الوفاة الثانية بتسمم الشاورما في عين الباشا ...

بيان وزارة الصحة ...

توفي أربعيني يوم الجمعة بتاريخ 31 / 7 / 2020 ، متأثرا بتسممه الغذائي والذي تعرض له في لواء عين الباشا وذلك بحسب مدير طب شرعي البلقاء الدكتور وائل حياصات .

من جهته قال وزير الصحة الدكتور سعد جابر إن المتوفى راجع مستشفى السلط الحكومي وكان يعاني من جفاف حاد وفشل بوظائف الرئتين وفشل كلوي وارتفاع حاد في درجة الحرارة .

وأشار جابر إلى أن الوزارة حولت المتسببين في حادثة التسمم إلى المدعي العام ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة المقصرين أيا كانوا والتي نتج عنها وفاة الطفل ذو الخمس سنوات والشاب الأربعيني  و 826 إصابة .

الأم ... بصوت منكسر " انتزعوا ولدي من قلبي "...

تقول أم رائد " ولدي رائد هو الاكبر بين أبنائي يعمل حدادا يبلغ من العمر 42 عاما ، لديه ثلاث أولاد وبنت ، زينة الصغيرة ذات الأربع أعوام طلبت من والدها قبل وفاته وجبة شاورما ، فأحضر لها واحدة وله واحدة أخرى ، فورا بعد تناوله عدد من القطع بدأت أعراض التسمم تظهر عليه بشدة من مغص واستفراغ ، اتصل بشقيقه وائل مستنجدا به فتوجه إليه مباشرة ونقله إلى المستشفى فقاموا هناك باتخاذ أجراءات علاجية من مضادات حيوية وحقن ومسكنات ، وبقيت الأعراض مستمرة معه وبين ذهاب وإياب من وإلى المستشفيات والمراكز الصحية بقي وضعه الصحي متأرجحا ، وفي يوم الخميس مساءا بتاريخ 30 / 7 / 2020 في وقفة عرفة دخل ابني رائد في غيبوبة في مستشفى السلط ، وفي يوم الجمعة 31 / 7  في عيد الأضحى تحديدا توفي ولدي تاركا وراءه أيتاما حرموا من والدهم وهم في أمس الحاجة إليه ، أما بالنسبة لزينة فقد ظهرت عليها أعراض التسمم بعد والدها بساعات ولكن لم تكن بنفس الشدة التي كان يعاني منها هو ، و في شدة ألمه كان يطلب المرحوم من أخيه أن ينقذ طفلته كي لا تكون ضحية أخرى مثله كونها تناولت معه وجبة الشاورما ، وكانت في حالة سيئة إلى أن تم نقلها إلى المستشفى الإسلامي بعد وفاة والدها مباشرة وهناك عندما أعطيت العلاجات الصحيحة بدأت بالتحسن حتى شفيت الحمدلله وعادت إلى بيتها بالسلامة  ، ولدي رائد انتزع من قلبي في عيد لم نعرف فيه إلا الألم والحسرة ومذاق الموت وفراقه المرير ".

وتوجهت الأم المكلومة بنداء إلى جلالة الملك عبدالله أطال الله في عمره بأن يحاسب كل من كان سببا في موت ابنها ويتم أبنائه وخاصة ابنته التي لم تتجاوز الأربع سنوات والتي حرمت من أبيها بعمرها الصغير هذا .

شقيق المرحوم " زينة كان من الممكن أن تكون وفاة التسمم الثالثة " ...

سرد وائل زهدي عبد المجيد شقيق المرحوم وقائع وفاته منذ تناوله وجبة الشاورما مع ابنته زينة وظهور الأعراض عليهما كونه كان مرافقا لهما ، فقد استنجد به لإسعافه ومن مستشفى الأمير حسين إلى مجمع السلام الطبي أدرك مع الاكتظاظ الكبير لحالات التسمم هناك بأن السبب في الأعراض التي يعاني منها أخيه هو وجبة الشاورما وفورا قام بالتوجه بناء على طلب المرحوم لنقل الطفلة زينة إلى المستشفى كون الأعراض بدأت بالظهور عليها من استفراغ وحرارة مرتفعة ، وفي يوم الخميس اتصل رائد بشقيقه ليطمئنه على صحته ويبلغه بأنه سيكون معه في جولتهم المعتادة في كل عيد ليزور والدته وأخواته ، وفي نفس اليوم أسعف إلى مستشفى السلط والتي عند وصوله إليها أدخل إلى الطوارئ في حالة غيبوبة وبقي على هذا الحال حتى ظهر الجمعة يوم العيد ، وتوفي رائد بعد كل هذه المعاناة والألم التي استنزفه بشدة قبل الموت .

أما زينة والتي كانت في وضع صحي سيء جدا بعد وفاة والدها نقلت إلى المستشفى الإسلامي وهناك وحسب الكادر الطبي الذي أشرف على حالتها صرح أقروا بأن كل ما تم اتخاذه من إجراءات لإسعاف الطفلة هو خاطئ وتم عمل غسيل معدة لها وإعطاءها العلاج الصحيح ، وبعدها لوحظ تحسن حالتها الصحية .

شقيق المرحوم " لهذا قبلنا عطوة الاعتراف " ...